الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

حياة أمل

جلس حميد على كرسيه المتحرك وأمامه شاشة الحاسب الآلي وكان حينها منهمكاً بتعبئة بياناته الشخصية في إحدى المواقع التي تدعي تزويج المشتركين بها .
انتهى من تعبئة بياناته ووصلته الموافقة سريعة لأنه دفع رسوم مالية للإشتراك المميز باستخدام بطاقة الإئتمان .
تجول وقتها بين صفحات الفتيات من بلاده وخرج قليلاً للفتيات من البلاد الأخرى لاكن سرعان ما يجد نفسه يعود لصفحة بلاده .
أمضى تلك الليلة كاملة أمام شاشة الحاسب وفي موقع الزواج بالذات إلى قرب أذان الفجر ومن ثم أطفأ الجهاز واستلقى في فراشه ونام .
وفي الساعة الثالثة بعد الظهر استيقظ وتململ في فراشه قليلاً وتذكر ما كان يفعله بالأمس وانطلق لتشغيل حاسبه .
تصفح من جديد ولا جديد ، لم يهتم به أحد على عكس ما كان يتوقع ، يأس قليلاً ولكنه نهر نفسه وقال : كفى لم أسجل إلا بالأمس لعلهم لم ينتبهوا لتواجدي بينهم الى الآن .
ومرت الأيام وحميد على حالته المعهودة ، فهو رجل متقاعد من العمل في سن مبكرة وذلك لحادث مروري جعله غير قادر على العمل فإحيل على التقاعد ، ولا أصدقاء لديه لأنه من طفولته كان يحب العزلة ولم يجد التأهيل المناسب الذي يدمجه مع مجتمعه والذي كان يبغضه وبشدة وزاد ذلك بعد أن شلت أرجله وتشوه وجهه من أثر الحادث وصار يحقد ويلعن كل مجتمعه بشرائحه .
وبعد عشرة أيام من تسجيله فالموقع وكان حينها يائساً جداً لعدم اهتمام احد به ، استقبل وقتها رسالة إلكترونية تنبأه برسالة خاصة في موقع الزواج .
طار من الفرحة وصدق ضنه فلقد كانت فتاة من بلاده ، ومن ملفها الشخصي يتضح أنها جامعية وتعمل بوظيفة حكومية وميسورة الحال ، وكما وضعت مواصفات عن أخلاقها وجمالها ، والتي زادت من لعاب حميد .
كانت في نظره قمة الحظ فلقد جمعت أشياء رائعة مميزة ولقد تواضعت واهتمت به وهو الذي أوضح في ملفه الشخصي أنه مقعد لكنه لم يشير الا التشوهات التي في جسده ووجهه .
تناقلا الرسائل في بينهما عن طريق الموقع ومن ثم تحدثا بطريقة الكتابة على إحدى برامج المحادثة الشخصية .
تحدثوا كثيرا واحبوا طريقة تفكير بعضهمها واحسا انهما يعرفان بعضهما من وقت طويل لقد كانا منسجمان جدا ، وفي ذلك اليوم وبجرأة من تلك الفتاة طلبت رقم هاتفه الشخصي ، لم يتردد حميد واعطاها .
واتصلت على الفور ، وما أن سمع صوت ترحيبها والذي كان يمازجه الخجل إلا وشل لسانه وبرد جسده وتسمرت عيناه في مكان واحد .
ألو أين أنت ؟ لماذا لا تجيب ؟
ظل صامتاً ومن بعدها أجهش بالبكاء .
ضحكت مها وقالت يا عزيزي ما بك . وبدأت الحيرة والتعجب تلعب في قلبها وبدأت ترتعب قليلاً ما به هذا الرجل .
أنا حميد . قالها بصوت متأثر يقطعه الألم .
عرفت الصوت وصمتت ورحلت في أفكارها من أين خرج هذا المسخ ؟ ما الفعله به الآن ؟ وكيف الخلاص منه ؟
أهلا حميد كيف حالك لم أسمع صوتك من ذو وقت طويل . وأكملت حديثها ولم تعطيه أي مجال للحديث : سوف أتصل بك لاحقاً إلى اللقاء . وأغلقت الهاتف في وجهه .
بكى حميد بحرقة وقال بصوت عالي : لماذا تفعل بي مها كل ذلك ؟
ومن ثم هام في أفكاره : تزوجتها وأنجبت منها طفلة رائعة جميلة صحيح أنها بكماء وصماء ولكنها آية في الجمال والرقة ، وما ذنبي أني وقعت فريسة لإحدى الحوادث ؟
لقد هجرتني وقت كنت بأمس الحاجة لها وتركت لي الطفلة لاربيها لوحدي ، ولكن لا زلت أحبها .
عاد حميد لأرض الواقع بضغطة زر الإرسال على هاتفه المتحرك متصلاً بمها ، ردت عليه بعد ثلاث محاولات .
نعم حميد إني مشغولة !!
مها إني أحبك وأريدك أن تعودي لي .
ها قالتها مها متعجبة : حميد لأرغب بالزواج .
ولكنكِ دخلت للموقع للبحث عن زوج .
نعم أريد إنسانا لا مسخاً مثلك .
صمت حميد بعد أن تلقى تلك الإهانة الجارحة القاتلة والتي فطرت قلبه إلى شطرين .
حميد أنت إجلس في مكانك وانتظر الموت متى يأتيك هذا أنسب وأشرف لك .
مها ما رأيكِ أن تأخذي أمل عندكِ فلقد تعبت مربيتها منها فلقد كبرت وزادت متطلباتها وأصبح مزاجها صعب الإرضاء .
آسفة يا حميد لا أستطيع فلست ناقصة هموم .
ولكنها ابنتكِ
وأيضاً ابنتك يا حميد أنها بذرتك الفاسدة التي زرعتها فيي بعد تعاطيك جرعاتك اليومية من المخدرات وأيضاً حادثك هل نسيت أنك لم تكن في وعيك حينها فلماذا ترديني أن أتحمل أغلاطك وهفواتك وانا التي كنت أنصحك ليل نهار بالإقلاع ...
كفى كفى يا مها لقد سمعت منكِ تلك الكلمات مليون مرة .
إذن إلى اللقاء حضرة طليقي المشوه . وأغلقت الهاتف في وجهه
ثار غضب حميد وتحرك بقوة بكرسيه وأمسك بحاسبه الآلي المحمول ورمى به على الجدار ومن ثم انطلق إليه ورفعه ورمى به من جديد ، وظل على حاله إلى أن تعب ونام جالساً على كرسيه .
(2)
جلست أمل أمام شاشة حاسبها الآلي تضرب على أزرار لوحة المفاتيح بسرعة هائلة تدل على مدى تمكنها وخبرتها في الطباعة ، وأمامها فتحت صفحة لبرنامج محادثة شهير وفيه صديقها المتعلق بها جداً وخاصة بعدما أرته صورتها وصرع عندما ناظر ذلك الجمال الباهر ، واليوم قررت أمل في قرارات نفسها أن تصارحه وتخبره بأنها صماء وبكماء ، فإن أرادها زوجة فكان بها وإما غير ذلك فسوف يبقى صديقها ، ما أبسط الحياة عند أمل .
أخبرته وانصدم عشيقها وفي نفس الوقت خالجه شعور بانها تكذب وربما تريد أن تعرف مدى حبه وتقبله لها ، تقبل الأمر وقال لها أريد أن أتأكد من ذلك وان أريدكِ كيف أنتِ !!
وحاول معها إلى أن أخرجها في نفس الليلة التي صارحته فيها ، وبعد أن تأكد وخابت ضنونه وسوس الشيطان وهام في قلبه وعاث فيه ، وبما أنها صفقة رابحة وفرصة نادرة أخذها لشقة مفروشة وأنهى كل شيء بسرعة وأعادها لمنزلها وهي لا تعي ما فعل بها .
أغتصبت وفقدت عذريتها وهي تحسب أن كل ما فعل بها كان لعبة يلعبونها الكبار ، فلا زال عقلها صغير مع أنها تجاوزت الثامنية عشر .
أعجبها ما حدث وظلت تفكر بكل تلك اللحظات وبتفاصيلها المملة والتي اعتبرتها في قرارات نفسها الحياة التي لا تعرفها .
مسكينة خدعت وتقبلت ذلك ببساطة .
ونامت ما تبقى من تلك الليلة تحتضن صورة مغتصبها وتحلم بلبس الفستان الأبيض واعتلاء (الكوشة) والجلوس عليها وبقربها عشقها .
(3)
مرت الأيام واختفى عشيق أمل عن الوجود وبعدها بشهر اكتشفت المربية بحمل أمل وهرعت تخبر أباها والذي جن جنونه وطار عقله وانطلق إليها بكرسيه المتحرك وما أن رأها إلا ولطمها بعصاه على وجهها وقتها سقطت حياة على الأرض فعاجلها بضربات في جميع أجساد جسدها .
لم تحرك أمل ساكناً فلقد تعودت على التعذيب .
وبعد ان انتهى منها انطلق ليتصل بمعلمتها وأخبرها بكل شيء ورجاها أن تأتي على الفور .
وصلت المعلمة مع زوجها واختلت بأمل وحدثتها بلغة الاشارة واخبرتها بكل شيء ، فسألتها المعلمة عن طرق للوصول إليه فأشارت لبريده الاكتروني وصورته فأخذت المعلمة الصورة بعد مقاومة من أمل والتي لا زالت لا تعي ما الذي يحدث فأخبرتها المعلمة على سرعة بما حدث لها .
أبلغوا الشرطة وقبضوا في خلال أيام على المجرم المغتصب وأودع السجن بعد رفضه كل سبل التسوية والتي كانت تنصب كلها بأن يقترن بأمل وكان يرفض وبشدة ويستهزأ بها وبإعاقتها .
حان وقت المحاكمة وحكمت عليه المحكمة حكم أثار بلبلة في المدينة وهو ستة أشهر مع 100 جلدة وانتهى الأمر .
صدم الكل فكل ذلك الإجرام وهذا الحكم البسيط ووصلت أخبار المحاكمة للسجن والذين كان بينهم عم أمل والذي كان يقضي حكم بخمس سنوات لتعاطي وترويج المخدرات .
فكان عم أم يترقب وصوله وينظر حوله في السجناء الجدد فهو لا يعرف شكله ولكن وصل اليه اسمه وما هي الا ايام معدودة الا وأودع السجن شاب في مقتبل العشرين من العمر وكانت قضيته كما عرفها السجناء الاغتصاب فوصل الخبر لعم امل والذي اوصله له احد جواسيسه الذين نشرهم في عنابر السجن فالتقى به في غرفة الطعام وجلس معه على نفس الطاولة وبدأ يطح عليه الاسئلة وما أن تأكد بأنه هو إلا وقام من مكانه وبسرعة البرق أغمد سكين حاد كان يهربه في جيبه في رقبة المغتصب ولم تمهله تلك الطعنة الا فترة وجيزة الا ورحل عن الحياة .
استبشرت المدينة بما حدث وانتظروا خروج العم لكي يحمل فوق أكاليل الورد ولكن المحكمة التي حاكمته لم يعجبها ذلك فحكمت عليه بالاعدام بتهمة القتل العمد .
أثار الحكم ضجة سرعان ما انتهت .
أحداث سريعة مرت وولدت أمل فتاة رائعة أسمتها حياة وخرجت حياة للدنيا ودمرت كل التوقعات ، فلقد كانت صحيحة وذات بنية قل نضيرها بين المواليد الجدد ، وترعرعت في كنف أمها بمساعدة دائرة الشؤون الاجتماعية فالمدينة ، أسبغت عليها الحنان وأقسمت ان تجعل منها أسعد طفل بل وأيضاً أسعد إمرأة على وجه الأرض .
وكبرت حياة ومرت الأيام والشهور والسنون .
(4)
وفي ذلك اليوم المشهود جلست أمل في قاعة مسرح الجامعة وهي تنظر حولها ، ما أروعها من لحظات وانت تجني ثمار ما زرعت باخلاص وتفاني لحظات تعيشها أمل بكل ثوانيها بفرحة وفخر ، وكم خالجها الخجل وحاولت أن تندس في كرسيها من نظرات الاعجاب من الرجال والنساء بما انجزته من خلال ابنتها ودخل مدير الجامعة يرافقه كبار الشخصيات فرفع يده مرحباً بامل وبأعلى صوته قال أهلا بك يا أمل يا فخر البلاد .
تمنت أمل لو تنشق الارض وتبلعها من شدة الخجل وخاصة انه تم الترحيب بهذه الطريقة الخاصة المميزة .
بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ومن ثم التعريف بانجازات الجامعة وعدد الخريجيين وبدأ مقدم الحفل ينادي أسماء الناجحين يسبق قائمة كل كلية الأوائل المتفوقين .
وحان وقت كلية الإقتصاد والتي تربعت حياة على عرشها بدون منافس لا من الرجال ولا النساء وحصلت على المرتبة الأولى مع مرتبة الشرف وبتفوق خيالي قل نظيره في المنطقة برمتها وما أن سارت حياة بعباءتها المحتشمة وبحجابها وبثبات وبرقة الانثى الراقية انطلقت أمل من كرسيها تركض نحو المسرح تضع يدها اليمنى على قلبها حاول الحراس منعها من الصعود لمنصة المسرح فالتفت حياة بعد ان حدثت جلبة في المسرح وصرخت اتركوها انها امي نظر الحراس ناحية مدير الجامعة والذي كان حينها على منصة المسرح فابتسم واشار لهم ان يتركوها .
حرروها من قبضاتهم وصعدت للمسرح وما ان التقت مع ابنتها الا واحتضنتها بشدة فدفعتها حياة برفق والبستها عباءة التي تلبسها ، صفق الجميع بحرارة وبكى الكثير وصجت القاعة بالتكبير والتهليل .
وتم تسليم الشهادة مع درع التفوق لامل والتي بدورها سلمتها لابنتها مرددة في خيال كل من يرقبها ويعرف قصتها الحقيقة هذا هو اعتذاري لكِ انني من اخطئتي وخرجتي للدنيا من غير اب او بالاحرى بطريقة غير شرعية ولكني اعتذر لكِ بتسليمكِ انجاز العمر .
(5)
في نهاية ذلك اليوم احتفلت كل من أمل وابنتها حياة في حديقة نسائية واحضروا معهم بعض الكعكات والبسكويت والمشروبات الطازجة ، وجلسن يأكلن ويضحكن ويتحدثن !
حياة تحادث أمها بلغة الاشارة والام كذلك ولكن كلام اوضح من كلام الناطقين من كلام الفصحاء حديث القلوب هو اكبر درجات التواصل الانساني .
مضت تلك الامسية الرائعة ومن ثم عادتا للمنزل وذهبت حياة للنوم في غرفتها وهو شيء نادراً ما تفعله لكن استجابة لرغبة امها .
لم تستطع حياة النوم من الفرحة فظلت تقلب صفحات مذكراتها وصفحات كتبها التي سوف تخزنها عما قريب وتبقى المراجع المهمة منها وبطريقة طفولية رائعة اخذت قلم ذو خط عريض وكتبت على الجدار لا دراسة ولا مذاكرة لقد انتهينا ونجحنا ، وما ان انتهت الا وضحكت وخجلت واندست تحت لحافها وهي تنظر لما كتبته ، وفكرت سوف اذهب ناحية امي ربما لم تنم الى الآن .
سارت ناحية غرفة امها وسمعت صوت مرتفع غير مفهوم انه صوت امها لوكنها بتكي وبشدة فتحت الباب دون وعي ووجدت الانوار الايمانية تملء الغرفة وامها متوجهه للقبلة رافعة يديها وتدعو نعم اننا لا نفهم الكلمات ولا نعي ما تقوله امل ولكن الله اعلم .
كانت ام تهز أبواب السماء بدعائها وبحمدها لمنين عطاء الرب عز وجل عليها وعلى ابنتها .
حديث القلوب لرب القلوب هو الصلة التي نصل بها للرب ، فليس الله بحاجة لكلمات يرسلها اللسان فصيحة ومنسقة وقلب من يرسلها لاهي في ملذات الدنيا ، بل يرضى دعاء قلب خاشع متصلاً به وهو يرسل دعاءه منفصل عن محيطه وعالمه بكل ما فيه .
ابتسمت حياة وهي ترى امها على حالها وتذكرت ايام امتحاناتها وايام تقديم مشروع تخرجها والذي كانت تمضي امها فيها الليالي تصلي تدعي لها بالنجاح والتوفيق .
كفكفت دمعاتها بعد ان اغلقت الباب واتجهت ناحية غرفتها وقالت في قلبها اللهم لك الحمد أن وهبتني مثل هذه الام .
(6)
تعينت حياة في وزارة المالية بدون تأخير في إجارءات تعينها فسمعتها وشهادتها كانت الواسطة القوية التي شفعت لها ، وترقت خلال سنة الى مديرة قسم وكانت الترقيات تأتي لها بسرعة فائقة لابداعاتها وانجازاتها العظيمة خلال تلك الفترة البسيطة ولقد انتشر في قلوب بعض الموظفين الحسد والحقد وهم الذين اقدم منها بسنين ولازالوا في منصابهم وترقياتهم بطيئة وبعضهم تكاد تكون معدومة وحاولوا افشال اعمالها لكن حياة والتي عاملت الجميع بروح انسانية منزهة عن الدنايا وقبائح الاخلاق فتربية امها لها وتوجيهها كان أساس تمشي عليه ، لقد تحدثت امها اليها عن طريق لغة القلوب وتحاورت وتناقشت معها من خلالها وأعطتها كل الصفات الانسانية مرسلة اياها قلب لقلب لا لسان للسان ، فحديث الالسن كثير والنسيان أكثر وأقوى لكن ان تحدثت القلوب انصتت الأرواح لحديثهما وتجاوب الجسد بكل خلاياه دون اعتراض .
وصلت حياة في غضون 10 سنوات لمنصب يعتبر هو الأعلى بعد الوزير وصارت توقع على الأوراق المالية الخاصة ببلادها باسم حياة أمل .
وهذه الحياة عندما نحي الأمل في قلوبنا ونحمل بين طيات تلك القلوب ارواح انسانية راقية تنشر شذى تفوح رائحته بشذى الياسمين وتشع بياضاً وصفاءاً كما ورقات تلك الياسمينة .
وفي كل أمر نهاية لكل بداية وبداية لكل نهاية فليس هناك نهاية فحياة كبرت وزفت لفارس أحلامها والذي حمل روح انسانية كما روحها وسبقته تلك الروح وهزت ابواب قلبها فستقبله قلبها بكل احترام وتقدير فتحادثت قلوبهم وارواحهم قبل التقائهم فعندما التقوا في نهاية ليلة زفافهما قال لها : وكأني أعرفكِ من ذو ولادتي ابتسمت حياة ولم تجب غير بدمعات تناثرت كاللؤلؤ على خدها .
واذا بطرق خفيف على الباب فتح زوجها الباب ووجد امها وقد احضرت طعام العشاء ووضعته على الطاولة وحياة تنظر اليها وتريد ان تحتضنها لكن لم تستطع ابتسمت الام امل وغمزت بعينها فخجلت حياة فهي تفهم مقصد امها والتي لم تقصر معها الى آخر لحظة من يوم زفافها فكانت تعلمها كل ما تحتاجه في حياتها الزوجية وحتى ادق الاشياء واكثرها سريها درستها وفهمتها رغم خجل حياة لكنها اكملت واخبرتها وحادثت بلغة الاشارة تسبقها لغة القلوب .
خرجت امها وخجلت ورود الياسمين البيضاء التي ملئت غرفتها في منزل زوجها وانحت عندما اغلقوا المصابيح وبدأت النهاية لكل بداية والبداية لكل نهاية .